شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

105 - ومن خطبة له #

صفحة 174 - الجزء 7

  فإن قلت فهل يجوز أن ينصب قبسا وعلما على أن يكون كل واحد منهما حالا أي حتى أورى رسول الله في حال كونه قبسا وأنار في حال كونه علما قلت لم أسمع أورى الزند وإنما المسموع ورى وورى ولم يجئ أورى إلا متعديا أورى زيد زنده فإن حمل هاهنا على المتعدي احتيج إلى حذف المفعول ويصير تقديره حتى أورى رسول الله الزند حال كونه قبسا فيكون فيه نوع تكلف واستهجان.

  والبعيث المبعوث ومقسما نصيبا وإن جعلته مصدرا جاز.

  والنزول طعام الضيف والوسيلة ما يتقرب به وقد فسر قولهم في دعاء الأذان اللهم آته الوسيلة بأنها درجة رفيعة في الجنة والسناء بالمد الشرف وزمرته جماعته.

  وخزايا جمع خزيان وهو الخجل المستحيي مثل سكران وسكارى وحيران وحيارى وغيران وغيارى.

  وناكبين أي عادلين عن الطريق وناكثين أي ناقضين للعهد.

  قلت سألت النقيب أبا جعفر | وكان منصفا بعيدا عن الهوى والعصبية عن هذا الموضع فقلت له قد وقفت على كلام الصحابة وخطبهم فلم أر فيها من يعظم رسول الله ÷ تعظيم هذا الرجل ولا يدعو كدعائه فإنا قد وقفنا من نهج البلاغة ومن غيره على فصول كثيرة مناسبة لهذا الفصل تدل على إجلال عظيم وتبجيل شديد منه لرسول الله ÷ فقال ومن أين لغيره من الصحابة كلام مدون يتعلم منه كيفية ذكرهم للنبي ÷ وهل وجد لهم إلا كلمات مبتدرة لا طائل تحتها ثم قال إن عليا # كان قوي الإيمان برسول الله ÷ والتصديق له ثابت اليقين قاطعا بالأمر متحققا له وكان