108 - ومن خطبة له #
  هذه الخصلة عن الجهاد لأن الجهاد كان هو السبب في إظهار الناس لها ونطقهم بها فصار كالأصل بالنسبة إليها.
  ورابعها إقام الصلاة أي إدامتها والأصل أقام إقواما فحذفوا عين الفعل وتارة يعوضون عن العين المفتوحة هاء فيقولون إقامة قال فإنها الملة وهذا مثل
  قول النبي ÷ الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين.
  وخامسها إيتاء الزكاة وإنما أخرها عن الصلاة لأن الصلاة آكد افتراضا منها وإنما قال في الزكاة فإنها فريضة واجبة لأن الفريضة لفظ يطلق على الجزء المعين المقدر في السائمة باعتبار غير الاعتبار الذي يطلق به على صلاة الظهر لفظ الفريضة والاعتبار الأول من القطع والثاني من الوجوب وقال فإنها فريضة واجبة مثل أن يقول فإنها شيء مقتطع من المال موصوف بالوجوب.
  وسادسها صوم شهر رمضان وهو أضعف وجوبا من الزكاة وجعله جنة من العقاب أي سترة.
  وسابعها الحج والعمرة وهما دون فريضة الصوم وقال إنهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب أي يغسلانه رحضت الثوب وثوب رحيض وهذا الكلام يدل على وجوب العمرة وقد ذهب إليه كثير من الفقهاء العلماء.
  وثامنها صلة الرحم وهي واجبة وقطيعة الرحم محرمة قال فإنها مثراة في المال أي تثريه وتكثره.
  ومنسأة في الأجل أي تنسؤه وتؤخره ويقال نسأ الله في أجلك ويجوز أنسأه بالهمزة.
  فإن قلت فما الحجة على تقديم وجوب الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحج