130 - ومن كلام له # لأبي ذر | لما أخرج إلى الربذة
  إذا أخرجوك منه قلت آخذ سيفي فأضربهم به فقال ألا أدلك على خير من ذلك انسق معهم حيث ساقوك وتسمع وتطيع فسمعت وأطعت وأنا أسمع وأطيع والله ليلقين الله عثمان وهو آثم في جنبي.
  واعلم أن أصحابنا رحمهم الله قد رووا أخبارا كثيرة معناها أنه أخرج إلى الربذة باختياره.
  وحكى قاضي القضاة | في المغني عن شيخنا أبي علي | أن الناس اختلفوا في أمر أبي ذر وأن الرواية وردت بأنه قيل له أعثمان أنزلك الربذة فقال لا بل أنا اخترت لنفسي ذلك.
  وروى أبو علي أيضا: أن معاوية كتب يشكوه وهو بالشام فكتب إليه عثمان أن صر إلى المدينة فلما صار إليها قال له ما أخرجك إلى الشام قال
  إني سمعت رسول الله ÷ يقول إذا بلغت عمارة المدينة موضع كذا فاخرج منها فلذلك خرجت فقال أي البلاد أحب إليك بعد الشام قال الربذة فقال صر إليها.
  وروى الشيخ أبو علي أيضا عن زيد بن وهب قال قلت لأبي ذر وهو بالربذة ما أنزلك هذا المنزل قال أخبرك أني كنت بالشام فذكرت قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا}[التوبة: ٣٤] فقال لي معاوية هذه نزلت في أهل الكتاب فقلت فيهم وفينا فكتب معاوية إلى عثمان في ذلك فكتب إلى أن أقدم فقدمت عليه فانثال الناس إلي كأنهم لم يعرفوني فشكوت ذلك إلى عثمان فخيرني وقال انزل حيث شئت فنزلت الربذة.
  ونحن نقول هذه الأخبار وإن كانت قد رويت لكنها ليست في الاشتهار