شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

137 - ومن كلام له # في شأن طلحة والزبير

صفحة 34 - الجزء 9

  والحمأ الطين الأسود قال سبحانه {مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ٢٦}⁣[الحجر: ٢٦] وحمة العقرب سمتها أي في هذه الفئة الباغية الضلال والفساد والضرر وإذا أرادت العرب أن تعبر عن الضلال والفساد قالت الحمء مثله الحمأة بالتاء ومن أمثالهم ثأطة مدت بماء يضرب للرجل يشتد موقه وجهله والثأطة الحمأة وإذا أصابها الماء ازدادت فسادا ورطوبة.

  ويروى فيها الحما بألف مقصورة وهو كناية عن الزبير لأن كل ما كان بسبب الرجل فهم الأحماء واحدهم حما مثل قفا وأقفاء وما كان بسبب المرأة فهم الأخاتن فأما الأصهار فيجمع الجهتين جمعا وكان الزبير ابن عمة رسول الله ÷ وقد كان النبي ÷ أعلم عليا بأن فئة من المسلمين تبغي عليه أيام خلافته فيها بعض زوجاته وبعض أحمائه فكنى علي # عن الزوجة بالحمة وهي سم العقرب ويروى والحمء يضرب مثلا لغير الطيب ولغير الصافي وظهر أن الحمء الذي أخبر النبي ÷ بخروجه مع هؤلاء البغاة هو الزبير ابن عمته وفي الحمأ أربع لغات حما مثل قفا وحمء مثل كمء وحمو مثل أبو وحم مثل أب.

  قوله # والشبهة المغدفة أي الخفية وأصله المرأة تغدف وجهها بقناعها أي تستره وروي المغدفة بكسر الدال من أغدف الليل أي أظلم.

  وزاح الباطل أي بعد وذهب وأزاحه غيره.

  وعن نصابه عن مركزه ومقره ومنه قول بعض المحدثين:

  قد رجع الحق إلى نصابه ... وأنت من دون الورى أولى به

  والشغب بالتسكين تهييج الشر شغب الحقد بالفتح شغبا وقد جاء بالتحريك في لغة ضعيفة وماضيها شغب بالكسر.