فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها
  ثم قال # وبالإيمان يعمر العلم وذلك لأن العالم وهو غير عامل بعلمه غير منتفع بما علم بل مستضر به غاية الضرر فكأن علمه خراب غير معمور وإنما يعمر بالإيمان وهو فعل الواجب وتجنب القبيح على مذهبنا أو الاعتقاد والمعرفة على مذهب غيرنا أو القول اللساني على قول آخرين ومذهبنا أرجح لأن عمارة العلم إنما تكون بالعمل من الأعضاء والجوارح وبدون ذلك يبقى العلم على خرابه كما كان.
  ثم قال وبالعلم يرهب الموت هذا من قول الله تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨].
  ثم قال وبالموت تختم الدنيا وهذا حق لأنه انقطاع التكليف.
  ثم قال وبالدنيا تحرز الآخرة هذا كقول بعض الحكماء الدنيا متجر والآخرة ربح ونفسك رأس المال.
  ثم قال وبالقيامة تزلف الجنة للمتقين وتبرز الجحيم للغاوين هذا من القرآن العزيز وتزلف لهم تقدم لهم وتقرب إليهم.
  ولا مقصر لي عن كذا لا محبس ولا غاية لي دونه وأرقل أسرع والمضمار حيث تستبق الخيل: مِنْهَا قَدْ شَخَصُوا مِنْ مُسْتَقَرِّ اَلْأَجْدَاثِ وَصَارُوا إِلَى مَصَايِرِ اَلْغَايَاتِ لِكُلِّ دَارٍ أَهْلُهَا