شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

حديث عن إمرئ القيس

صفحة 244 - الجزء 9

حديث عن إمرئ القيس

  وكان من قصة هذا الشعر أن إمرأ القيس لما تنقل في أحياء العرب بعد قتل أبيه نزل على رجل من جديلة طيئ يقال له طريف بن ملء فأجاره وأكرمه وأحسن إليه فمدحه وأقام عنده ثم إنه لم يوله نصيبا في الجبلين أجأ وسلمى فخاف ألا يكون له منعة فتحول ونزل على خالد بن سدوس بن أصمع النبهاني فأغارت بنو جديلة على إمرئ القيس وهو في جوار خالد بن سدوس فذهبوا بإبله وكان الذي أغار عليه منهم باعث بن حويص فلما أتى إمرأ القيس الخبر ذكر ذلك لجاره فقال له أعطني رواحلك ألحق عليها القوم فأرد عليك إبلك ففعل فركب خالد في إثر القوم حتى أدركهم فقال يا بني جديلة أغرتم على إبل جاري فقالوا ما هو لك بجار قال بلى والله وهذه رواحله قالوا كذلك قال نعم فرجعوا إليه فأنزلوه عنهن وذهبوا بهن وبالإبل وقيل بل انطوى خالد على الإبل فذهب بها فقال إمرؤ القيس:

  دع عنك نهبا صيح في حجراته ... ولكن حديثا ما حديث الرواحل

  كان دثارا حلقت بلبونه ... عقاب تنوفى لا عقاب القواعل

  تلعب باعث بذمة خالد ... وأودى دثار في الخطوب الأوائل

  وأعجبني مشي الحزقة خالد ... كمشي أتان حلئت بالمناهل

  أبت أجأ أن تسلم العام جارها ... فمن شاء فلينهض لها من مقاتل

  تبيت لبوني بالقرية أمنا ... وأسرحها غبا بأكناف حائل