شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

169 - ومن كلام له # بعد ما بويع له بالخلافة

صفحة 291 - الجزء 9

١٦٩ - ومن كلام له # بعد ما بويع له بالخلافة

  وقد قال له قوم من الصحابة لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان فقال #: يَا إِخْوَتَاهْ إِنِّي لَسْتُ أَجْهَلُ مَا تَعْلَمُونَ وَلَكِنْ كَيْفَ لِي بِقُوَّةٍ وَاَلْقَوْمُ اَلْمُجْلِبُونَ عَلَى حَدِّ شَوْكَتِهِمْ يَمْلِكُونَنَا وَلاَ نَمْلِكُهُمْ وَهَا هُمْ هَؤُلاَءِ قَدْ ثَارَتْ مَعَهُمْ عِبْدَانُكُمْ وَاِلْتَفَّتْ إِلَيْهِمْ أَعْرَابُكُمْ وَهُمْ خِلاَلَكُمْ يَسُومُونَكُمْ مَا شَاءُوا وَهَلْ تَرَوْنَ مَوْضِعاً لِقُدْرَةٍ عَلَى شَيْ ءٍ تُرِيدُونَهُ إِنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ أَمْرُ جَاهِلِيَّةٍ وَإِنَّ لِهَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ مَادَّةً إِنَّ اَلنَّاسَ مِنْ هَذَا اَلْأَمْرِ إِذَا حُرِّكَ عَلَى أُمُورٍ فِرْقَةٌ تَرَى مَا تَرَوْنَ وَفِرْقَةٌ تَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ وَفِرْقَةٌ لاَ تَرَى هَذَا وَلاَ هَذَا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَهْدَأَ اَلنَّاسُ وَتَقَعَ اَلْقُلُوبُ مَوَاقِعَهَا وَتُؤْخَذَ اَلْحُقُوقُ مُسْمَحَةً فَاهْدَءُوا عَنِّي وَاُنْظُرُوا مَا ذَا يَأْتِيكُمْ بِهِ أَمْرِي وَلاَ تَفْعَلُوا فَعْلَةً تُضَعْضِعُ قُوَّةً وَتُسْقِطُ مُنَّةً وَتُورِثُ وَهْناً وَذِلَّةً وَسَأُمْسِكُ اَلْأَمْرَ مَا اِسْتَمْسَكَ وَإِذَا لَمْ أَجِدْ بُدّاً فَآخِرُ اَلدَّوَاءِ اَلْكَيُّ أجلب عليه أعان عليه وأجلبه أعانه والألف في يا إخوتاه بدل من ياء الإضافة والهاء للسكت.