189 - ومن خطبة له #
  والمنار الساطع المرتفع سطع الصبح سطوعا ارتفع.
  ودار شخوص دار رحلة شخص عن البلد رحل عنه.
  والظاعن المسافر والقاطن المقيم والبائن البعيد يقول ساكن الدنيا ليس بساكن على الحقيقة بل هو ظاعن في المعنى وإن كان في الصورة ساكنا والمقيم بها مفارق وإن ظن أنه مقيم.
  وتميد بأهلها تتحرك وتميل والميدان حركة واضطراب.
  وتصفقها العواصف تضربها بشدة ضربا بعد ضرب والعواصف الرياح القوية اللجج جمع لجة وهي معظم البحر.
  الوبق الهالك وبق الرجل بالفتح يبق وبوقا هلك والموبق منه كالموعد مفعل من وعد يعد ومنه قوله تعالى {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا ٥٢}[الكهف: ٥٢] وفيه لغة أخرى وبق الرجل يوبق وبقا وفيه لغة ثالثة وبق الرجل بالكسر يبق بالكسر أيضا وأوبقه الله أي أهلكه.
  وتحفزه الرياح تدفعه ضرب # لأهل الدنيا مثلا براكبي السفينة في البحر وقد مادت بهم فمنهم الهالك على الفور ومنهم من لا يتعجل هلاكه وتحمله الرياح ساعة أو ساعات ثم مآله إلى الهلاك أيضا.
  ثم أمر # بالعمل وقت الإمكان قبل ألا يمكن العمل فكنى عن ذلك بقوله والألسن منطلقة لأن المحتضر يعتقل لسانه والأبدان صحيحة لأن المحتضر سقيم البدن والأعضاء لدنة أي لينة أي قبل الشيخوخة والهرم ويبس