شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

من أخبار طلحة والزبير

صفحة 15 - الجزء 11

  ويمونك الأقارب من بني هاشم وكنت فارسا وكنت راجلا وفي هيأتي نزلت الملائكة وأنا حواري رسول الله ص.

  قال شيخنا أبو جعفر وهذا الخبر مفتعل مكذوب ولم يجر بين علي والزبير شيء من هذا الكلام ولكنه من وضع العثمانية ولم يسمع به في أحاديث الحشوية ولا في كتب أصحاب السيرة.

  ولعلي # أن يقول طفل مسلم خير من بالغ كافر وأما سل السيف بمكة فلم يكن في موضعه وفي ذلك قال الله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ}⁣[النساء: ٧٧] الآية وأنا على منهاج الرسول في الكف والإقدام وليس كفالة الرجال والأقارب بالشعب عارا علي فقد كان رسول الله ÷ في الشعب يكفله الرجال والأقارب وأما حربك فارسا وحربي راجلا فهلا أغنت فروسيتك يوم عمرو بن عبد ود في الخندق وهلا أغنت فروسيتك يوم طلحة بن أبي طلحة في أحد وهلا أغنت فروسيتك يوم مرحب بخيبر ما كانت فرسك التي تحارب عليها في هذه الأيام إلا أذل من العنز الجرباء ومن سلمت عليه الملائكة أفضل ممن نزلت في هيأته وقد نزلت الملائكة في صورة دحية الكلبي أفيجب من ذلك أن يكون دحية أفضل مني وأما كونك حواري رسول الله ÷ فلو عددت خصائصي في مقابلة هذه اللفظة الواحدة لك لاستغرقت الوقت وأفنيت الزمان ورب صمت أبلغ من نطق.

  ثم نرجع إلى الحديث الأول فتقول إن طلحة والزبير لما أيسا من جهة علي #