شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

207 - ومن خطبة له #

صفحة 68 - الجزء 11

  وكما قالوا إن آل الزبير بن العوام من أرض مصر من القبط وليسوا من بني أسد بن عبد العزى قال الهيثم بن عدي في كتاب مثالب العرب إن خويلد بن أسد بن عبد العزى كان أتى مصر ثم انصرف منها بالعوام فتبناه فقال حسان بن ثابت يهجو آل العوام بن خويلد:

  بني أسد ما بال آل خويلد ... يحنون شوقا كل يوم إلى القبط

  متى يذكروا قهقى يحنوا لذكرها ... وللرمث المقرون والسمك الرقط

  عيون كأمثال الزجاج وضيعة ... تخالف كعبا في لحى كثة ثط

  يرى ذاك في الشبان والشيب منهم ... مبينا وفي الأطفال والجلة الشمط

  لعمر أبي العوام إن خويلدا ... غداة تبناه ليوثق في الشرط

  وكما يقال في قوم آخرين نرفع هذا الكتاب عن ذكر ما يطعن به في أنسابهم كي لا يظن بنا أنا نحب المقالة في الناس.

  قال شيخنا أبو عثمان في كتاب مفاخرات قريش لا خير في ذكر العيوب إلا من ضرورة ولا نجد كتاب مثالب قط إلا لدعي أو شعوبي ولست واجده لصحيح النسب ولا لقليل الحسد وربما كانت حكاية الفحش أفحش من الفحش ونقل الكذب أقبح من الكذب وقال النبي ÷ اعف عن ذي قبر وقال لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات وقيل في المثل يكفيك من شر سماعه وقالوا أسمعك من أبلغك وقالوا من طلب عيبا وجده وقال النابغة:

  ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب