209 - ومن خطبة له # خطبها بصفين
  وكف عدوان عدوها وتأمين سبل رواحها وغدوها فمتى أعدمها شيئا من ذلك فقد أحقدها بقدر ما أفقدها.
  وكان يقال الأسباب التي تجر الهلك إلى الملك ثلاثة أحدها من جهة الملك وهو أن تتأمر شهواته على عقله فتستهويه نشوات الشهوات فلا تسنح له لذة إلا اقتنصها ولا راحة إلا افترصها.
  والثاني من جهة الوزراء وهو تحاسدهم المقتضي تعارض الآراء فلا يسبق أحدهم إلى حق إلا كويد وعورض وعوند.
  والثالث من جهة الجند المؤهلين لحراسة الملك والدين وتوهين المعاندين وهو نكولهم عن الجلاد وتضجيعهم في المناصحة والجهاد وهم صنفان صنف وسع الملك عليهم فأبطرهم الإتراف وضنوا بنفوسهم عن التعريض للإتلاف وصنف قدر عليهم الأرزاق فاضطغنوا الأحقاد واستشعروا النفاق
  الآثار الواردة في العدل والإنصاف
  قوله # أو أجحف الوالي برعيته قد جاء من نظائره الكثير جدا وقد ذكرنا فيما تقدم نكتا حسنة في مدح العدل والإنصاف وذم الظلم والإجحاف وقال النبي ÷ زين الله السماء بثلاثة الشمس والقمر والكواكب وزين الأرض بثلاثة العلماء والمطر والسلطان العادل.
  وكان يقال إذا لم يعمر الملك ملكه بإنصاف الرعية خرب ملكه بعصيان الرعية.
  وقيل لأنوشروان أي الجنن أوقى قال الدين قيل فأي العدد أقوى قال العدل.