209 - ومن خطبة له # خطبها بصفين
  وقع جعفر بن يحيى إلى عامل من عماله كثر شاكوك وقل حامدوك فإما عدلت وإما اعتزلت.
  وجد في خزانة بعض الأكاسرة سفط ففتح فوجد فيه حب الرمان كل حبة كالنواة الكبيرة من نوى المشمش وفي السفط رقعة فيها هذا حب رمان عملنا في خراجه بالعدل.
  جاء رجل من مصر إلى عمر بن الخطاب متظلما فقال يا أمير المؤمنين هذا مكان العائذ بك قال له عذت بمعاذ ما شأنك قال سابقت ولد عمرو بن العاص بمصر فسبقته فجعل يعنفني بسوطه ويقول أنا ابن الأكرمين وبلغ أباه ذلك فحبسني خشية أن أقدم عليك فكتب إلى عمرو إذا أتاك كتابي هذا فاشهد الموسم أنت وابنك فلما قدم عمرو وابنه دفع الدرة إلى المصري وقال اضربه كما ضربك فجعل يضربه وعمر يقول اضرب ابن الأمير اضرب ابن الأمير يرددها حتى قال يا أمير المؤمنين قد استقدت منه فقال وأشار إلى عمرو ضعها على صلعته فقال المصري يا أمير المؤمنين إنما أضرب من ضربني فقال إنما ضربك بقوة أبيه وسلطانه فاضربه إن شئت فو الله لو فعلت لما منعك أحد منه حتى تكون أنت الذي تتبرع بالكف عنه ثم قال يا ابن العاص متى تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار.
  خطب الإسكندر جنده فقال لهم بالرومية كلاما تفسيره يا عباد الله إنما إلهكم الله الذي في السماء الذي نصرنا بعد حين الذي يسقيكم الغيث عند الحاجة وإليه مفزعكم عند الكرب والله لا يبلغني إن الله أحب شيئا إلا أحببته وعملت به إلى يوم أجلي ولا يبلغني أنه أبغض شيئا إلا أبغضته وهجرته إلى يوم أجلي وقد أنبئت أن الله يحب العدل في عباده ويبغض الجور فويل للظالم من سوطي وسيفي ومن ظهر منه