شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

211 - ومن كلام له #

صفحة 111 - الجزء 11

  لهم فعلى ما ذا تحملون كلامه # مع تعظيمكم له وتصديقكم لأقواله فيقولون نحمل ذلك على تألمه وتظلمه منهم إذا تركوا الأولى والأفضل فيقال لهم فلا تكرهوا قول من يقول من الشيعة وغيرهم إن هذا الكلام وأمثاله صدر عنه عقيب السقيفة وحملوه على أنه تألم وتظلم من كونهم تركوا الأولى والأفضل فإنكم لستم تنكرون أنه كان الأفضل والأحق بالأمر بل تعترفون بذلك وتقولون ساغت إمامة غيره وصحت لمانع كان فيه # وهو ما غلب على ظنون العاقدين للأمر من أن العرب لا تطيعه فإنه يخاف من فتنة عظيمة تحدث إن ولي الخلافة لأسباب يذكرونها ويعدونها وقد روى كثير من المحدثين أنه عقيب يوم السقيفة تألم وتظلم واستنجد واستصرخ حيث ساموه الحضور والبيعة وأنه قال وهو يشير إلى القبر يا اِبْنَ أُمَّ إِنَّ اَلْقَوْمَ اِسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي وأنه قال وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم وا حمزتاه ولا حمزة لي اليوم.

  وقد ذكرنا من هذا المعنى جملة صالحة فيما تقدم وكل ذلك محمول عندنا على أنه طلب الأمر من جهة الفضل والقرابة وليس بدال عندنا على وجود النص لأنه لو كان هناك نص لكان أقل كلفة وأسهل طريقا وأيسر لما يريد تناولا أن يقول يا هؤلاء إن العهد لم يطل وإن رسول الله ÷ أمركم بطاعتي واستخلفني عليكم بعده ولم يقع منه # بعد ما علمتموه ونص ينسخ ذلك ولا يرفعه فما الموجب لتركي والعدول عني.

  فإن قالت الإمامية كان يخاف القتل لو ذكر ذلك فقيل لهم فهلا يخاف القتل وهو يعتل ويدفع ليبايع وهو يمتنع ويستصرخ تارة بقبر رسول الله ÷