شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

214 - ومن كلام له #

صفحة 131 - الجزء 11

  وقال النبي ÷ أخوف ما أخاف على أمتي اتباع الهوى وطول الأمل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة.

  وسئل بعض الصوفية عن المجاهدة فقال ذبح النفس بسيوف المخالفة.

  وقال من نجمت طوارق نفسه أفلت شوارق أنسه.

  وقال إبراهيم بن شيبان ما بت تحت سقف ولا في موضع عليه غلق أربعين سنة وكنت أشتهي في أوقات أن أتناول شبعة عدس فلم يتفق ثم جملت إلي وأنا بالشام غضارة فيها عدسية فتناولت منها وخرجت فرأيت قوارير معلقة فيها شبه أنموذجات فظننتها خلا فقال بعض الناس أتنظر إلى هذه وتظنها خلا وإنما هي خمر وهي أنموذجات هذه الدنان لدنان هناك فقلت قد لزمني فرض الإنكار فدخلت حانوت ذلك الخمار لأكسر الدنان والجرار فحملت إلى ابن طولون فأمر بضربي مائتي خشبة وطرحي في السجن فبقيت مدة حتى دخل أبو عبد الله الوباني المغربي أستاذ ذلك البلد فعلم أني محبوس فشفع في فأخرجت إليه فلما وقع بصره علي قال أي شيء فعلت فقلت شبعة عدس ومائتي خشبة فقال لقد نجوت مجانا.

  وقال إبراهيم الخواص كنت في جبل فرأيت رمانا فاشتهيته فدنوت فأخذت منه واحدة فشققتها فوجدتها حامضة فمضيت وتركت الرمان فرأيت رجلا مطروحا قد اجتمع عليه الزنابير فسلمت عليه فرد علي باسمي فقلت كيف عرفتني قال من عرف الله لم يخف عليه شيء فقلت له أرى لك حالا مع الله فلو سألته أن يحميك ويقيك من أذى هذه الزنابير فقال وأرى لك حالا مع الله فلو سألته أن يقيك من شهوة الرمان فإن لذع الرمان يجد الإنسان ألمه في الآخرة ولذع الزنابير