شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

214 - ومن كلام له #

صفحة 132 - الجزء 11

  يجد الإنسان ألمه في الدنيا فتركته ومضيت على وجهي.

  وقال يوسف بن أسباط لا يمحو الشهوات من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق.

  وقال الخواص من ترك شهوة فلم يجد عوضها في قلبه فهو كاذب في تركها.

  وقال أبو علي الرباطي صحت عبد الله المروزي وكان يدخل البادية قبل أن أصحبه بلا زاد فلما صحبته قال لي أيما أحب إليك تكون أنت الأمير أم أنا قلت بل أنت فقال وعليك الطاعة قلت نعم فأخذ مخلاة ووضع فيها زادا وحملها على ظهره فكنت إذا قلت له أعطني حتى أحملها قال الأمير أنا وعليك الطاعة قال فأخذنا المطر ليلة فوقف إلى الصباح على رأسي وعليه كساء يمنع عني المطر فكنت أقول في نفسي يا ليتني مت ولم أقل له أنت الأمير ثم قال لي إذا صحبت إنسانا فاصحبه كما رأيتني صحبتك.

  أبو الطيب المتنبي

  ذريني أنل ما لا ينال من العلا

  فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل:

  تريدين إدراك المعالي رخيصة ... ولا بد دون الشهد من إبر النحل

  وله أيضا:

  وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام

  ومن أمثال العامة من لم يغل دماغه في الصيف لم تغل قدره في الشتاء.

  من لم يركب الأخطار لم ينل الأوطار.