شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

216 - ومن كلام له # قاله بعد تلاوته

صفحة 147 - الجزء 11

  يَرْتَجِعُونَ مِنْهُمْ أَجْسَاداً خَوَتْ وَحَرَكَاتٍ سَكَنَتْ وَلَأَنْ يَكُونُوا عِبَراً أَحَقُّ مِنْ أَنْ يَكُونُوا مُفْتَخَراً وَلَأَنْ يَهْبِطُوا بِهِمْ جَنَابَ ذِلَّةٍ أَحْجَى مِنْ أَنْ يَقُومُوا بِهِمْ مَقَامَ عِزَّةٍ لَقَدْ نَظَرُوا إِلَيْهِمْ بِأَبْصَارِ اَلْعَشْوَةِ وَضَرَبُوا مِنْهُمْ فِي غَمْرَةِ جَهَالَةٍ وَلَوِ اِسْتَنْطَقُوا عَنْهُمْ عَرَصَاتِ تِلْكَ اَلدِّيَارِ اَلْخَاوِيَةِ وَاَلرُّبُوعِ اَلْخَالِيَةِ لَقَالَتْ ذَهَبُوا فِي اَلْأَرْضِ ضُلاَّلاً وَذَهَبْتُمْ فِي أَعْقَابِهِمْ جُهَّالاً تَطَئُونَ فِي هَامِهِمْ وَتَسْتَنْبِتُونَ فِي أَجْسَادِهِمْ وَتَرْتَعُونَ فِيمَا لَفَظُوا وَتَسْكُنُونَ فِيمَا خَرَّبُوا وَإِنَّمَا اَلْأَيَّامُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ بَوَاكٍ وَنَوَائِحُ عَلَيْكُمْ أُولَئِكُمْ سَلَفُ غَايَتِكُمْ وَفُرَّاطُ مَنَاهِلِكُمْ اَلَّذِينَ كَانَتْ لَهُمْ مَقَاوِمُ اَلْعِزِّ وَحَلَبَاتُ اَلْفَخْرِ مُلُوكاً وَسُوَقاً يرتجعون منهم أجسادا أي يذكرون آباءهم فكأنهم ردوهم إلى الدنيا وارتجعوهم من القبور وخوت خلت.

  قال وهؤلاء الموتى أحق بأن يكونوا عبرة وعظة من أن يكونوا فخرا وشرفا والمفتخرون بهم أولى بالهبوط إلى جانب الذلة منهم بالقيام مقام العز.

  وتقول هذا أحجى من فلان أي أولى وأجدر والجناب الفناء.