شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

إيراد أشعار وحكايات في وصف الموت وأحوال الموتى

صفحة 168 - الجزء 11

  أن غمرات الموت وأهواله عظيمة جدا لا تستقيم على العقول ولا تقبلها إذا شرحت لها ووصفت كما هي على الحقيقة بل تنبو عنها ولا نصدق بما يقال فيها فعبر عن عدم استقامتها على العقول بقوله أو يعتدل كأنه جعلها كالشيء المعوج عند العقل فهو غير مصدق به

إيراد أشعار وحكايات في وصف الموت وأحوال الموتى

  ومما يناسب ما ذكر من حال الإنسان قول الشاعر:

  بينا الفتى مرح الخطا فرحا بما ... يسعى له إذ قيل قد مرض الفتى

  إذ قيل بات بليلة ما نامها ... إذ قيل أصبح مثقلا ما يرتجى

  إذ قيل أمسى شاخصا وموجها ... إذ قيل فارقهم وحل به الردى

  وقال أبو النجم العجلي:

  والمرء كالحالم في المنام ... يقول إني مدرك أمامي

  في قابل ما فاتني في العام ... والمرء يدنيه إلى الحمام

  مر الليالي السود والأيام ... إن الفتى يصبح للأسقام

  كالغرض المنصوب للسهام ... أخطأ رام وأصاب رام

  وقال عمران بن حطان:

  أفي كل عام مرضة ثم نقهة ... وينعى ولا ينعى متى ذا إلى متى