شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

إيراد أشعار وحكايات في وصف الموت وأحوال الموتى

صفحة 169 - الجزء 11

  ولا بد من يوم يجيء وليلة

  يسوقان حتفا راح نحوك أو غدا

  وجاء في الحديث أن رسول الله ÷ مر بمقبرة فنادى يا أهل القبور الموحشة والربوع المعطلة ألا أخبركم بما حدث بعدكم تزوج نساؤكم وتبوئت مساكنكم وقسمت أموالكم هل أنتم مخبرون بما عاينتم ثم قال ألا إنهم لو أذن لهم في الجواب لقالوا وجدنا خير الزاد التقوى.

  ونظر الحسن إلى رجل يجود بنفسه فقال إن أمرا هذا آخره لجدير أن يزهد في أوله وإن أمرا هذا أوله لجدير أن يخاف آخره.

  وقال عبده بن الطبيب ويعجبني قوله على الحال التي كان عليها فإنه كان أسود لصا من لصوص بني سعد بن زيد مناه بن تميم.

  ولقد علمت بأن قصري حفرة ... غبراء يحملني إليها شرجع

  فبكى بناتي شجوهن وزوجتي ... والأقربون إلي ثم تصدعوا

  وتركت في غبراء يكره وردها ... تسفي على الريح ثم أودع

  أن الحوادث يخترمن وإنما ... عمر الفتى في أهله مستودع

  ونظير هذه الأبيات في رويها وعروضها قول متمم بن نويرة اليربوعي:

  ولقد علمت ولا محالة أنني ... للحادثات فهل تريني أجزع

  أهلكن عادا ثم آل محرق ... فتركنهم بلدا وما قد جمعوا