شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

إيراد أشعار وحكايات في وصف الموت وأحوال الموتى

صفحة 171 - الجزء 11

  يكاد يغيب فيها فقال يا ابن عباس إني لأحسب اليوم باردا قال أجل وإن ابن هند عاش في مثل ما ترى عشرين أميرا وعشرين خليفة ثم هو ذاك على قبره ثمامة تهتز.

  فيقال إن عبد الملك أرسل إلى قبر معاوية فوجد عليه ثمامة نابتة.

  كان محمد بن عبد الله بن طاهر في قصره ببغداد على دجلة فإذا بحشيش على وجه الماء في وسطه قصبة على رأسها رقعة فأمر بها فوجد هذا:

  تاه الأعيرج واستولى به البطر ... فقل له خير ما استعملته الحذر

  أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر

  وسالمتك الليالي فاغتررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدر

  فلم ينتفع بنفسه أياما.

  عدي بن زيد:

  أيها الشامت المعير بالدهر ... أأنت المبرأ الموفور

  أم لديك العهد الوثيق من الأيام ... بل أنت جاهل مغرور

  من رأيت المنون خلدن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير

  أين كسرى كسرى الملوك أنو شروان ... أم أين قبله سابور

  وبنو الأصفر الكرام ملوك الروم ... ولم يبق منهم مذكور