إيراد أشعار وحكايات في وصف الموت وأحوال الموتى
  وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة ... تجبى إليه والخابور
  لم يهبه ريب المنون فباد ... الملك عنه فبابه مهجور
  شاده مرمرا وجلله كلسا ... فللطير في ذراه وكور
  وتبين رب الخورنق إذ أشرف ... يوما وللهدى تفكير
  سره حاله وكثرة ما يملك ... والبحر معرضا والسدير
  فارعوى قلبه وقال فما غبطة ... حي إلى الممات يصير
  ثم بعد الفلاح والملك والأمة ... وارتهم هناك القبور
  ثم أضحوا كأنهم ورق جف ... فألوت به الصبا والدبور
  قد اتفق الناس على أن هذه الأبيات أحسن ما قيل من القريض في هذا المعنى وأن الشعراء كلهم أخذوا منها واحتذوا في هذا المعنى حذوها.
  وقال الرضي أبو الحسن ¥
  انظر إلى هذا الأنام بعبرة ... لا يعجنك خلقه ورواؤه
  فتراه كالورق النضير تقصفت ... أغصانه وتسلبت شجراؤه
  أني تحاماه المنون وإنما ... خلقت مراعي للردى خضراؤه
  أم كيف تأمل فلتة أجساده ... من ذا الزمان وحشوها أدواؤه