بيان أحوال العارفين
  ومنها الفراسة قيل في تفسير قوله تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ٧٥}[الحجر: ٧٥] أي للمتفرسين وقال النبي ÷ اتقوا فراسة المؤمن فإنها لا تخطئ قيل الفراسة سواطع أنوار لمعت في القلوب حتى شهدت الأشياء من حيث أشهدها الحق إياها وكل من كان أقوى إيمانا كان أشد فراسة.
  وكان يقال إذا صحت الفراسة ارتقى منها صاحبها إلى المشاهدة.
  ومنها حسن الخلق وهو من صفات العارفين فقد أثنى الله تعالى به على نبيه فقال {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}[القلم: ٤] وقيل له ÷ أي المؤمنين أفضل إيمانا فقال أحسنهم خلقا وبالخلق تظهر جواهر الرجال والإنسان مستور بخلقه مشهور بخلقه.
  وقال بعضهم حسن الخلق استصغار ما منك واستعظام ما إليك.
  وقال النبي ÷ إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم.
  قيل لذي النون من أكبر الناس هما قال أسوؤهم خلقا.
  وكان يقال ما تخلق أحد أربعين صباحا بخلق إلا صار ذلك طبيعة فيه.
  قال الحسن في قوله تعالى {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ٤}[المدثر: ٤] أي وخلقك فحسن.
  شتم رجل الأحنف بن قيس وجعل يتبعه ويشتمه فلما قرب الحي وقف وقال يا فتى إن كان قد بقي في قلبك شيء فقله كيلا يسمعك سفهاء الحي فيجيبوك.