223 - ومن كلام له #
  حدثني بذلك فخار بن معد الموسوي الأودي الشاعر وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي هو عمر فقلت له أيثني عليه أمير المؤمنين # هذا الثناء فقال نعم أما الإمامية فيقولون إن ذلك من التقية واستصلاح أصحابه وأما الصالحيون من الزيدية فيقولون إنه أثنى عليه حق الثناء ولم يضع المدح إلا في موضعه ونصابه وأما الجارودية من الزيدية فيقولون إنه كلام قاله في أمر عثمان أخرجه مخرج الذم له والتنقص لأعماله كما يمدح الآن الأمير الميت في أيام الأمير الحي بعده فيكون ذلك تعريضا به.
  فقلت له إلا أنه لا يجوز التعريض والاستزادة للحاضر بمدح الماضي إلا إذا كان ذلك المدح صدقا لا يخالطه ريب ولا شبهة فإذا اعترف أمير المؤمنين بأنه أقام السنة وذهب نقي الثوب قليل العيب وأنه أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه فهذا غاية ما يكون من المدح وفيه إبطال قول من طعن على عثمان بن عفان.
  فلم يجبني بشيء وقال هو ما قلت لك.
  فأما الراوندي فإنه قال في الشرح إنه # مدح بعض أصحابه بحسن السيرة وإن الفتنة هي التي وقعت بعد رسول الله ÷ من الاختيار والأثرة.
  وهذا بعيد لأن لفظ أمير المؤمنين يشعر إشعارا ظاهرا بأنه يمدح واليا ذا رعية وسيرة ألا تراه كيف يقول فلقد قوم الأود وداوى العمد وأقام السنة وخلف الفتنة وكيف يقول أصاب خيرها وسبق شرها وكيف يقول أدى إلى الله طاعته وكيف يقول رحل وتركهم في طرق متشعبة.