223 - ومن كلام له #
  وهذا الضمير وهو الهاء والميم في قوله # وتركهم هل يصح أن يعود إلا إلى الرعايا وهل يسوغ أن يقال هذا الكلام لسوقة من عرض الناس وكل من مات قبل وفاة النبي ÷ كان سوقة لا سلطان له فلا يصح أن يحمل هذا الكلام على إرادة أحد من الذين قتلوا أو ماتوا قبل وفاة النبي ÷ كعثمان بن مظعون أو مصعب بن عمير أو حمزة بن عبد المطلب أو عبيدة بن الحارث وغيرهم من الناس والتأويلات الباردة الغثة لا تعجبني على أن أبا جعفر محمد بن جرير الطبري قد صرح أو كاد يصرح بأن المعني بهذا الكلام عمر قال الطبري لما مات عمر بكته النساء فقالت إحدى نوادبه وا حزناه على عمر حزنا انتشر حتى ملأ البشر وقالت ابنة أبي حثمة وا عمراه أقام الأود وأبرأ العمد وأمات الفتن وأحيا السنن خرج نقي الثوب بريئا من العيب.
  قال الطبري فروى صالح بن كيسان عن المغيرة بن شعبة قال لما دفن عمر أتيت عليا # وأنا أحب أن أسمع منه في عمر شيئا فخرج ينفض رأسه ولحيته وقد اغتسل وهو ملتحف بثوب لا يشك أن الأمر يصير إليه فقال رحم الله ابن الخطاب لقد صدقت ابنة أبي حثمة ذهب بخيرها ونجا من شرها أما والله ما قالت ولكن قولت.
  وهذا كما ترى يقوي الظن أن المراد والمعني بالكلام إنما هو عمر بن الخطاب.