بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن
  المؤمنين ثم شتم الأنصار فقال يا معشر اليهود وأبناء العبيد بني زريق وبني النجار وبني سلمة وبني عبد الأشهل أما والله لأوقعن بكم وقعة تشفي غليل صدور المؤمنين وآل عثمان أما والله لأدعنكم أحاديث كالأمم السالفة.
  فتهددهم حتى خاف الناس أن يوقع بهم ففزعوا إلى حويطب بن عبد العزى ويقال إنه زوج أمه فصعد إليه المنبر فناشده وقال عترتك وأنصار رسول الله وليسوا بقتلة عثمان فلم يزل به حتى سكن ودعا الناس إلى بيعة معاوية فبايعوه ونزل فأحرق دورا كثيرة منها دار زرارة بن حرون أحد بني عمرو بن عوف ودار رفاعة بن رافع الزرقي ودار أبي أيوب الأنصاري وتفقد جابر بن عبد الله فقال ما لي لا أرى جابرا يا بني سلمة لا أمان لكم عندي أو تأتوني بجابر فعاذ جابر بأم سلمة ^ فأرسلت إلى بسر بن أرطاة فقال لا أؤمنه حتى يبايع فقالت له أم سلمة اذهب فبايع وقالت لابنها عمر اذهب فبايع فذهبا فبايعاه.
  قال إبراهيم وروى الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول لما خفت بسرا وتواريت عنه قال لقومي لا أمان لكم عندي حتى يحضر جابر فأتوني وقالوا ننشدك الله لما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمك ودماء قومك فإنك إن لم تفعل قتلت مقاتلينا وسبيت ذرارينا فاستنظرتهم الليل فلما أمسيت دخلت على أم سلمة فأخبرتها الخبر فقالت يا بني انطلق فبايع احقن دمك ودماء قومك فإني قد أمرت ابن أخي أن يذهب فيبايع وإني لأعلم أنها بيعة ضلالة.