شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن الخامس

صفحة 215 - الجزء 12

  وخمسمائة وألفا واحدا إلى مائتين وهم أهل هجر ومات عمر على ذلك.

  قال ابن الجوزي وأدخل عمر في أهل بدر ممن لم يحضر بدرا أربعة وهم الحسن والحسين وأبو ذر وسلمان ففرض لكل واحد منهم خمسة آلاف.

  قال ابن الجوزي وروى السدي أن عمر كسا أصحاب النبي ÷ فلم يرتض في الكسوة ما يستصلحه للحسن والحسين # فبعث إلى اليمن فأتي لهما بكسوة فاخرة فلما كساهما قال الآن طابت نفسي.

  قال ابن الجوزي فأما ما اعتمده في النساء فإنه جعل نساء أهل بدر على خمسمائة ونساء من بعد بدر إلى الحديبية على أربعمائة ونساء من بعد ذلك على ثلاثمائة وجعل نساء أهل القادسية على مائتين مائتين ثم سوى بين النساء بعد ذلك.

  ولو لم يدل على تصويب عمر فيما فعله إلا إجماع الصحابة واتفاقهم عليه وترك الإنكار لذلك كان كافيا.

  فأما الخمس والخلاف فيه فإنها مسألة اجتهادية والذي يظهر لنا فيه ويغلب عندنا من أمرها أن الخمس حق صحيح ثابت وأنه باق إلى الآن على ما يذهب إليه الشافعي وأنه لم يسقط بموت رسول الله ÷ ولكنا لا نرى ما يعتقده المرتضى من أن الخمس لآل الرسول ÷ وأن الأيتام أيتامهم والمساكين مساكينهم وابن السبيل منهم لأنه على خلاف ما يقتضيه ظاهر الآية والعطف ويمكن أن يحتج على ذلك بأن قوله تعالى في سورة الحشر {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ}⁣[الحشر: ٨] يبطل هذا القول لأن هذه اللام لا بد أن تتعلق بشيء وليس قبلها ما تتعلق به أصلا إلا أن تجعل بدلا من اللام التي قبلها في قوله ما {أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ