شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن الخامس

صفحة 218 - الجزء 12

  ونحو ذلك وسهم لذوي القربى من أغنيائهم وفقرائهم يقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين من بني هاشم وبني المطلب والباقي للفرق الثلاث.

  وأما مالك بن أنس فعنده أن الأمر في هذه المسألة مفوض إلى اجتهاد الإمام إن رأى قسمه بين هؤلاء وإن رأى أعطاه بعضهم دون بعض وإن رأى الإمام غيرهم أولى وأهم فغيرهم.

  وبقي الآن البحث عن معنى قوله سبحانه وتعالى {فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ}⁣[الحشر: ٧] وما المراد بسهم الله سبحانه وكيف يقول الفقهاء الخمس مقسوم خمسة أقسام وظاهر الآية يدل على ستة أقسام فنقول يحتمل أن يكون معنى قوله سبحانه {فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ}⁣[الحشر: ٧] لرسول الله كقوله {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}⁣[التوبة: ٦٢] أي ورسول الله أحق ومذهب أبي حنيفة والشافعي يجيء على هذا الاحتمال.

  ويحتمل أن يريد بذكره إيجاب سهم سادس يصرف إلى وجه من وجوه القرب ومذهب أبي العالية يجيء على هذا الاحتمال لأنه يذهب إلى أن الخمس يقسم ستة أقسام أحدها سهمه تعالى يصرف إلى رتاج الكعبة وقد روي أن رسول الله ÷ كان يأخذ الخمس فيضرب بيده فيه فيأخذ منه قبضة فيجعلها للكعبة ويقول سهم الله تعالى ثم يقسم ما بقي على خمسة أقسام.

  وقال قوم سهم الله لبيت الله.

  ويحتمل احتمالا ثالثا وهو أن يراد بقوله {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}⁣[الأنفال: ٤١] أن من حق الخمس أن يكون متقربا به إليه سبحانه لا غير ثم خص من وجوه القرب هذه الخمسة تفضيلا لها