الطعن التاسع
  أمركم لحملكم على المحجة البيضاء قالوا من هو قال هذا المولي من بينكم قالوا فما يمنعك من ذلك قال ليس إلى ذلك سبيل.
  وفي خبر آخر رواه البلاذري في تاريخه أن عمر لما خرج أهل الشورى من عنده قال إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق فقال عبد الله بن عمر فما يمنعك منه يا أمير المؤمنين قال أكره أن أتحملها حيا وميتا.
  فوصف كما ترى كل واحد من القوم بوصف قبيح يمنع من الإمامة ثم جعلها في جملتهم حتى كان تلك الأوصاف تزول في حال الاجتماع ونحن نعلم أن الذي ذكره إن كان مانعا من الإمامة في كل واحد على الانفراد فهو مانع من الاجتماع مع أنه وصف عليا # بوصف لا يليق به ولا ادعاه عدو قط بل هو معروف بضده من الركانة والبعد عن المزاح والدعابة وهذا معلوم ضرورة لمن سمع أخباره # وكيف يظن به ذلك وقد روي عن ابن عباس أنه قال كان أمير المؤمنين علي # إذا أتى هبنا أن نبتدئه بالكلام وهذا لا يكون إلا من شدة التزمت والتوقر وما يخالف الدعابة والفكاهة.
  ومما تضمنته قصة الشورى من المطاعن أنه قال لا أتحملها حيا وميتا وهذا إن كان علة عدوله عن النص إلى واحد بعينه فهو قول متلمس متخلص لا يفتات على الناس في آرائهم ثم نقض هذا بأن نص على ستة من بين العالم كله ثم رتب العدد ترتيبا مخصوصا يؤول إلى أن اختيار عبد الرحمن هو المقدم وأي شيء يكون من التحمل أكثر من هذا وأي فرق بين أن يتحملها بأن ينص على واحد بعينه وبين أن يفعل ما فعله من الحصر والترتيب.