شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته

صفحة 28 - الجزء 13

  بك لو كان ذلك رجعت إلى منزلي فأعرست ببعض نسائك فتبسم # وتتام به وجعه وهو مع ذلك يدور على نسائه حتى استعز به وهو في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر تخط قدماه في الأرض عاصبا رأسه حتى دخل بيته قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فحدثت عبد الله بن العباس بهذا الحديث فقال أتدري من الرجل الآخر قلت لا قال علي بن أبي طالب لكنها كانت لا تقدر أن تذكره بخير وهي تستطيع قالت ثم غمر رسول الله ÷ واشتد به الوجع فقال أهريقوا علي سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم قالت فأقعدته في مخضب لحفصة بنت عمر وصببنا عليه الماء حتى طفق يقول بيده حسبكم حسبكم.

  قلت المخضب المركن.

  وروى عطاء عن الفضل بن عباس | قال جاءني رسول الله ÷ حين بدأ به مرضه فقال اخرج فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال خذ بيدي فأخذت بيده حتى جلس على المنبر ثم قال ناد في الناس فصحت فيهم فاجتمعوا إليه فقال أيها الناس إني أحمد إليكم الله إنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذ منه ولا يقل رجل إني أخاف الشحناء من قبل رسول الله ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ مني حقا