شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة

صفحة 57 - الجزء 13

  قوله # وفي وردها لصدرها أي تجمع في أيام التمكن من الحركة لأيام العجز عنها وذلك لأن النمل يظهر صيفا ويخفى في شدة الشتاء لعجزه عن ملاقاة البرد.

  قوله # رزقها وفقها أي بقدر كفايتها ويروى مكفول برزقها مرزوقة بوفقها.

  والمنان من أسماء الله تعالى العائد إلى صفاته الفعلية أي هو كثير المن والإنعام على عباده.

  والديان المجازي للعباد على أفعالهم قال تعالى {أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ٥٣}⁣[الصافات: ٥٣] أي مجزيون والحجر الجامس الجامد والشراسيف أطراف الأضلاع المشرفة على البطن

فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة

  واعلم أن شيخنا أبا عثمان قد أورد في كتاب الحيوان في باب النملة والذرة وهي الصغيرة جدا من النمل كلاما يصلح أن يكون كلام أمير المؤمنين # أصله ولكن أبا عثمان قد فرع عليه قال الذرة تدخر في الصيف للشتاء وتتقدم في حال المهلة ولا تضيع أوقات إمكان الحزم ثم يبلغ من تفقدها وصحة تمييزها والنظر في عواقب أمورها أنها تخاف على الحبوب التي ادخرتها للشتاء في الصيف أن تعفن وتسوس في