شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة

صفحة 63 - الجزء 13

  وكان في كتاب عبد الحميد إلى أبي مسلم لو أراد الله بالنملة صلاحا لما أنبت لها جناحا فيقال إن أبا مسلم لما قرأ هذا الكلام في أول الكتاب لم يتم قراءته وألقاه في النار وقال أخاف إن قرأته أن ينخب قلبي.

  قال أبو عثمان ويقتل النمل بأن يصب في أفواه بيوتها القطران والكبريت الأصفر وأن يدس في أفواهها الشعر على أنا قد جربنا ذلك فوجدناه باطلا.

  فأما الحكماء فإنهم لا يثبتون للنمل شراسيف ولا أضلاعا ويجب إن صح قولهم أن يحمل كلام أمير المؤمنين # على اعتقاد الجمهور ومخاطبة العرب بما تتخيله وتتوهمه حقا وكذلك لا يثبت الحكماء للنمل آذانا بارزة عن سطوح رءوسها ويجب إن صح ذلك أن نحمل كلام أمير المؤمنين # على قوة الإحساس بالأصوات فإنه لا يمكن الحكماء إنكار وجود هذه القوة للنمل ولهذا إذا صيح عليهن هربن.

  ويذكر الحكماء من عجائب النمل أشياء منها أنه لا جلد له وكذلك كل الحيوان المخرز.

  ومنها أنه لا يوجد في صقلية نمل كبار أصلا.

  ومنها أن النمل بعضه ماش وبعضه طائر.

  ومنها أن حراقة النمل إذا أضيف إليها شيء من قشور البيض وريش هدهد وعلقت على العضد منعت من النوم قوله # ولو ضربت في مذاهب فكرك لتبلغ غاياته أي غايات فكرك وضربت بمعنى سرت والمذاهب الطرق قال تعالى {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي