238 - ومن خطبة له # ومن الناس من يسمي هذه الخطبة بالقاصعة
  وقد روي أن الكعبة أنزلت من السماء وهي ياقوتة أو لؤلؤة على اختلاف الروايات وأنها بقيت على تلك الصورة إلى أن فسدت الأرض بالمعاصي أيام نوح وجاء الطوفان فرفع البيت وبنى إبراهيم هذه البنية على قواعده القديمة وروى أبو جعفر عن وهب بن منبه أن آدم دعا ربه فقال يا رب أما لأرضك هذه عامر يسبحك ويقدسك فيها غيري فقال الله إني سأجعل فيها من ولدك من يسبح بحمدي ويقدسني وسأجعل فيها بيوتا ترفع لذكري يسبحني فيها خلقي ويذكر فيها اسمي وسأجعل من تلك البيوت بيتا أختصه بكرامتي وأوثره باسمي فأسميه بيتي وعليه وضعت جلالتي وخصصته بعظمتي وأنا مع ذلك في كل شيء أجعل ذلك البيت حرما آمنا يحرم بحرمته من حوله ومن تحته ومن فوقه فمن حرمه بحرمتي استوجب كرامتي ومن أخاف أهله فقد أباح حرمتي واستحق سخطي وأجعله بيتا مباركا يأتيه بنوك شعثا غبرا على كل ضامر من كل فج عميق يرجون بالتلبية رجيجا ويعجون بالتكبير عجيجا من اعتمده لا يريد غيره ووفد إلي وزارني واستضاف بي أسعفته بحاجته وحق على الكريم أن يكرم وفده وأضيافه تعمره يا آدم ما دمت حيا ثم تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن.
  قال ثم أمر آدم أن يأتي إلى البيت الحرام الذي أهبط له إلى الأرض فيطوف به كما كان يرى الملائكة تطوف حول العرش وكان البيت حينئذ من درة أو من ياقوتة فلما أغرق الله تعالى قوم نوح رفعه وبقي أساسه فبوأه الله لإبراهيم فبناه