شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

238 - ومن خطبة له # ومن الناس من يسمي هذه الخطبة بالقاصعة

صفحة 163 - الجزء 13

  فَاللَّهَ اَللَّهَ فِي عَاجِلِ اَلْبَغْيِ وَآجِلِ وَخَامَةِ اَلظُّلْمِ وَسُوءِ عَاقِبَةِ اَلْكِبْرِ فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ اَلْعُظْمَى وَمَكِيدَتُهُ اَلْكُبْرَى اَلَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ اَلرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ اَلسُّمُومِ اَلْقَاتِلَةِ فَمَا تُكْدِي أَبَداً وَلاَ تُشْوِي أَحَداً لاَ عَالِماً لِعِلْمِهِ وَلاَ مُقِلاًّ فِي طِمْرِهِ وَعَنْ ذَلِكَ مَا حَرَسَ اَللَّهُ عِبَادَهُ اَلْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ وَاَلزَّكَوَاتِ وَمُجَاهَدَةِ اَلصِّيَامِ فِي اَلْأَيَّامِ اَلْمَفْرُوضَاتِ تَسْكِيناً لِأَطْرَافِهِمْ وَتَخْشِيعاً لِأَبْصَارِهِمْ وَتَذْلِيلاً لِنُفُوسِهِمْ وَتَخْفِيضاً لِقُلُوبِهِمْ وَإِذْهَاباً لِلْخُيَلاَءِ عَنْهُمْ وَلِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَعْفِيرِ عِتَاقِ اَلْوُجُوهِ بِالتُّرَابِ تَوَاضُعاً وَاِلْتِصَاقِ كَرَائِمِ اَلْجَوَارِحِ بِالْأَرْضِ تَصَاغُراً وَلُحُوقِ اَلْبُطُونِ بِالْمُتُونِ مِنَ اَلصِّيَامِ تَذَلُّلاً مَعَ مَا فِي اَلزَّكَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ اَلْأَرْضِ وَغَيْرِ ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ اَلْمَسْكَنَةِ وَاَلْفَقْرِ اُنْظُرُوا إِلَى مَا فِي هَذِهِ اَلْأَفْعَالِ مِنْ قَمْعِ نَوَاجِمِ اَلْفَخْرِ وَقَدْعِ طَوَالِعِ اَلْكِبْرِ بلدة وخمة ووخيمة بينة الوخامة أي وبيئة.

  مصيدة إبليس بسكون الصاد وفتح الياء آلته التي يصطاد بها.

  وتساور قلوب الرجال تواثبها وسار إليه يسور أي وثب والمصدر السور ومصدر تساور المساورة ويقال إن لغضبه سورة وهو سوار أي وثاب معربد.