اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب
  لأبي طالب معلوم مشهور ولو كان كافرا ما جاز له حبه لقوله تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة: ٢٢] الآية.
  قالوا وقد اشتهر واستفاض الحديث وهو قوله ÷ لعقيل أنا أحبك حبين حبا لك وحبا لحب أبي طالب فإنه كان يحبك.
  قالوا وخطبة النكاح مشهورة خطبها أبو طالب عند نكاح محمد ÷ خديجة وهي قوله الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وجعل لنا بلدا حراما وبيتا محجوجا وجعلنا الحكام على الناس ثم إن محمد بن عبد الله أخي من لا يوازن به فتى من قريش إلا رجح عليه برا وفضلا وحزما وعقلا ورأيا ونبلا وإن كان في المال قل فإنما المال ظل زائل وعارية مسترجعة وله في خديجة بنت خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك وما أحببتم من الصداق فعلي وله والله بعد نبأ شائع وخطب جليل.
  قالوا أفتراه يعلم نبأه الشائع وخطبه الجليل ثم يعانده ويكذبه وهو من أولي الألباب هذا غير سائغ في العقول.
  قالوا وقد روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد # أن رسول الله ÷ قال إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الكفر فآتاهم الله أجرهم مرتين وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين وفي الحديث المشهور أن جبرائيل # قال له ليلة مات أبو طالب اخرج منها فقد مات ناصرك.
  قالوا وأما حديث الضحضاح من النار فإنما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد وهو المغيرة بن شعبة وبغضه لبني هاشم وعلى الخصوص لعلي # مشهور معلوم وقصته وفسقه أمر غير خاف.