اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب
  ولكننا أهل الحفائظ والنهى ... إذا طار أرواح الكماة من الرعب
  ومن ذلك قوله:
  فلا تسفهوا أحلامكم في محمد ... ولا تتبعوا أمر الغواة الأشائم
  تمنيتم أن تقتلوه وإنما ... أمانيكم هذي كأحلام نائم
  وإنكم والله لا تقتلونه ... ولما تروا قطف اللحى والجماجم
  زعمتم بأنا مسلمون محمدا ... ولما نقاذف دونه ونزاحم
  من القوم مفضال أبي على العدا ... تمكن في الفرعين من آل هاشم
  أمين حبيب في العباد مسوم ... بخاتم رب قاهر في الخواتم
  يرى الناس برهانا عليه وهيبة ... وما جاهل في قومه مثل عالم
  نبي أتاه الوحي من عند ربه ... ومن قال لا يقرع بها سن نادم
  ومن ذلك قوله وقد غضب لعثمان بن مظعون الجمحي حين عذبته قريش ونالت منه:
  أمن تذكر دهر غير مأمون ... أصبحت مكتئبا تبكي كمحزون
  أم من تذكر أقوام ذوي سفه ... يغشون بالظلم من يدعو إلى الدين
  ألا يرون أذل الله جمعهم ... أنا غضبنا لعثمان بن مظعون
  ونمنع الضيم من يبغي مضامتنا ... بكل مطرد في الكف مسنون
  ومرهفات كأن الملح خالطها ... يشفى بها الداء من هام المجانين
  حتى تقر رجال لا حلوم لها ... بعد الصعوبة بالإسماح واللين