شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب

صفحة 74 - الجزء 14

  أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب ... على نبي موسى أو كذي النون

  قالوا وقد جاء في الخبر أن أبا جهل بن هشام جاء مرة إلى رسول الله ÷ وهو ساجد وبيده حجر يريد أن يرضخ به رأسه فلصق الحجر بكفه فلم يستطع ما أراد فقال أبو طالب في ذلك من جملة أبيات:

  أفيقوا بني عمنا وانتهوا ... عن الغي من بعض ذا المنطق

  وإلا فإني إذا خائف ... بوائق في داركم تلتقي

  كما ذاق من كان من قبلكم ... ثمود وعاد وما ذا بقي

  ومنها:

  وأعجب من ذاك في أمركم ... عجائب في الحجر الملصق

  بكف الذي قام من حينه ... إلى الصابر الصادق المتقي

  فأثبته الله في كفه ... على رغمه الخائن الأحمق

  قالوا وقد اشتهر عن عبد الله المأمون | أنه كان يقول أسلم أبو طالب والله بقوله:

  نصرت الرسول رسول المليك ... ببيض تلألأ كلمع البروق

  أذب وأحمي رسول الإله ... حماية حام عليه شفيق

  وما إن أدب لأعدائه ... دبيب البكار حذار الفنيق

  ولكن أزير لهم ساميا ... كما زار ليث بغيل مضيق