اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب
  قالوا وقد جاء في السيرة وذكره أكثر المؤرخين أن عمرو بن العاص لما خرج إلى بلاد الحبشة ليكيد جعفر بن أبي طالب وأصحابه عند النجاشي قال:
  تقول ابنتي أين أين الرحيل ... وما البين مني بمستنكر
  فقلت دعيني فإني امرؤ ... أريد النجاشي في جعفر
  لأكويه عنده كية ... أقيم بها نخوة الأصعر
  ولن أنثني عن بني هاشم ... بما اسطعت في الغيب والمحضر
  وعن عائب اللات في قوله ... ولو لا رضا اللات لم تمطر
  وإني لأشنا قريش له ... وإن كان كالذهب الأحمر
  قالوا فكان عمرو يسمى الشانئ ابن الشانئ لأن أباه كان إذا مر عليه رسول الله ÷ بمكة يقول له والله إني لأشنؤك وفيه أنزل {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣}[الكوثر: ٣] قالوا فكتب أبو طالب إلى النجاشي شعرا يحرضه فيه على إكرام جعفر وأصحابه والإعراض عما يقوله عمرو فيه وفيهم من جملته:
  ألا ليت شعري كيف في الناس جعفر ... وعمرو وأعداء النبي الأقارب
  وهل نال إحسان النجاشي جعفرا ... وأصحابه أم عاق عن ذاك شاغب
  في أبيات كثيرة.
  قالوا وروي عن علي # أنه قال قال لي أبي يا بني الزم ابن عمك فإنك تسلم به من كل بأس عاجل وآجل ثم قال لي:
  إن الوثيقة في لزوم محمد ... فاشدد بصحبته على أيديكا