شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة

صفحة 170 - الجزء 14

  بن عوف وغلام لسعد بن معاذ واستعمل ÷ شقران غلامه على الأسرى فأخذوا من كل أسير ما لو كان حرا ما أصابه في المقسم.

  وروى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال رميت سهيل بن عمرو يوم بدر فقطعت نساءه فاتبعت أثر الدم حتى وجدته قد أخذه مالك بن الدخشم وهو ممسك بناصيته فقلت أسيري رميته فقال أسيري أخذته فأتينا رسول الله فأخذه منا جميعا وأفلت سهل الروحاء فصاح # بالناس فخرجوا في طلبه فقال ÷ من وجده فليقتله فوجده هو ÷ فلم يقتله.

  قال الواقدي وأصاب أبو بردة بن نيار أسيرا من المشركين يقال له معبد بن وهب من بني سعد بن ليث فلقيه عمر بن الخطاب وكان عمر يحض على قتل الأسرى لا يرى أحدا في يديه أسيرا إلا أمر بقتله وذلك قبل أن يتفرق الناس فلقيه معبد وهو أسير مع أبي بردة فقال أترون يا عمر أنكم قد غلبتم كلا واللات والعزى فقال عمر عباد الله المسلمين أتتكلم وأنت أسير في أيدينا ثم أخذه من أبي بردة فضرب عنقه ويقال إن أبا بردة قتله.

  قال الواقدي وروى أبو بكر بن إسماعيل عن أبيه عن عامر بن سعد قال قال النبي ÷ يومئذ لا تخبروا سعدا بقتل أخيه فيقتل كل أسير في أيديكم.

  قال الواقدي ولما جيء بالأسرى كره ذلك سعد بن معاذ فقال له رسول الله ÷ كأنه شق عليك أن يؤسروا قال نعم يا رسول الله كانت أول