شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة

صفحة 191 - الجزء 14

  أن يطيب قلب فاطمة بفدك ويستوهب لها من المسلمين أتقصر منزلتها عند رسول الله ÷ عن منزله زينب أختها وهي سيدة نساء العالمين هذا إذا لم يثبت لها حق لا بالنحلة ولا بالإرث فقلت له فدك بموجب الخبر الذي رواه أبو بكر قد صار حقا من حقوق المسلمين فلم يجز له أن يأخذه منهم فقال وفداء أبي العاص بن الربيع قد صار حقا من حقوق المسلمين وقد أخذه رسول الله ÷ منهم فقلت رسول الله ÷ صاحب الشريعة والحكم حكمه وليس أبو بكر كذلك فقال ما قلت هلا أخذه أبو بكر من المسلمين قهرا فدفعه إلى فاطمة وإنما قلت هلا استنزل المسلمين عنه واستوهبه منهم لها كما استوهب رسول الله ÷ المسلمين فداء أبي العاص أتراه لو قال هذه بنت نبيكم قد حضرت تطلب هذه النخلات أفتطيبون عنها نفسا أكانوا منعوها ذلك فقلت له قد قال قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد نحو هذا قال إنهما لم يأتيا بحسن في شرع التكرم وإن كان ما أتياه حسنا في الدين.

  قال محمد بن إسحاق وكان رسول الله ÷ لما أطلق سبيل أبي العاص أخذ عليه فيما نرى أو شرط عليه في إطلاقه أو أن أبا العاص وعد رسول الله ÷ ابتداء بأن يحمل زينب إليه إلى المدينة ولم يظهر ذلك من أبي العاص ولا من رسول الله ÷ إلا أنه لما خلي سبيله وخرج إلى مكة بعث رسول الله ÷ بعده زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار فقال لهما كونا بمكان كذا حتى تمر بكما زينب فتصحبانها حتى تأتياني بها فخرجا نحو مكة وذلك بعد بدر بشهر