شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة

صفحة 192 - الجزء 14

  أو شيعه فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فأخذت تتجهز قال محمد بن إسحاق فحدثت عن زينب أنها قالت بينا أنا أتجهز للحوق بأبي لقيتني هند بنت عتبة فقالت ألم يبلغني يا بنت محمد أنك تريدين اللحوق بأبيك فقلت ما أردت ذلك فقالت أي بنت عم لا تفعلي إن كانت لك حاجة في متاع أو فيما يرفق بك في سفرك أو مال تبلغين به إلى أبيك فإن عندي حاجتك فلا تضطني مني فإنه لا يدخل بين النساء ما يدخل بين الرجال قالت وايم الله إني لأظنها حينئذ صادقة ما أظنها قالت حينئذ إلا لتفعل ولكن خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك قالت وتجهزت حتى فرغت من جهازي فحملني أخو بعلي وهو كنانة بن الربيع.

  قال محمد بن إسحاق قدم لها كنانة بن الربيع بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته وخرج بها نهارا يقود بعيرها وهي في هودج لها وتحدث بذلك الرجال من قريش والنساء وتلاومت في ذلك وأشفقت أن تخرج ابنة محمد من بينهم على تلك الحال فخرجوا في طلبها سراعا حتى أدركوها بذي طوى فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ونافع بن عبد القيس الفهري فروعها هبار بالرمح وهي في الهودج وكانت حاملا فلما رجعت طرحت ما في بطنها وقد كانت من خوفها رأت دما وهي في الهودج فلذلك أباح رسول الله ÷ يوم فتح مكة دم هبار بن الأسود.