شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

31 - ومن وصيته # للحسن # كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين

صفحة 19 - الجزء 16

  فلما أتاه الكتاب وذلك بعد ادعاء معاوية إياه غضب حيث لم ينسبه إلى أبي سفيان فكتب إليه من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن أما بعد فإنه أتاني كتابك في فاسق تؤويه الفساق من شيعتك وشيعة أبيك وايم الله لأطلبنه بين جلدك ولحمك وإن أحب الناس إلي لحما أن آكله للحم أنت منه والسلام.

  فلما قرأ الحسن # الكتاب بعث به إلى معاوية فلما قرأه غضب وكتب من معاوية بن أبي سفيان إلى زياد أما بعد فإن لك رأيين رأيا من أبي سفيان ورأيا من سمية فأما رأيك من أبي سفيان فحلم وحزم وأما رأيك من سمية فما يكون من مثلها إن الحسن بن علي # كتب إلي بأنك عرضت لصاحبه فلا تعرض له فإني لم أجعل لك عليه سبيلا وإن الحسن ليس ممن يرمى به الرجوان والعجب من كتابك إليه لا تنسبه إلى أبيه أو إلى أمه فالآن حين اخترت له والسلام.

  قلت جرى في مجلس بعض الأكابر وأنا حاضر القول في أن عليا # شرف بفاطمة # فقال إنسان كان حاضر المجلس بل فاطمة # شرفت به وخاض الحاضرون في ذلك بعد إنكارهم تلك اللفظة وسألني صاحب المجلس أن أذكر ما عندي في المعنى وأن أوضح أيما أفضل علي أم فاطمة فقلت أما أيهما أفضل فإن أريد بالأفضل الأجمع للمناقب التي تتفاضل بها الناس نحو العلم والشجاعة ونحو ذلك فعلي أفضل وإن أريد بالأفضل الأرفع منزلة عند الله فالذي