شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب زياد ابن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه

صفحة 184 - الجزء 16

  القنابر أم هل سمعت بذئب أكله خروف فامض الآن لطيتك واجتهد جهدك فلست أنزل إلا بحيث تكره ولا أجتهد إلا فيما يسوؤك وستعلم أينا الخاضع لصاحبه الطالع إليه والسلام.

  فلما ورد كتاب زياد على معاوية غمه وأحزنه وبعث إلى المغيرة بن شعبة فخلا به وقال يا مغيرة إني أريد مشاورتك في أمر أهمني فانصحني فيه وأشر علي برأي المجتهد وكن لي أكن لك فقد خصصتك بسري وآثرتك على ولدي قال المغيرة فما ذاك والله لتجدني في طاعتك أمضى من الماء إلى الحدور ومن ذي الرونق في كف البطل الشجاع قال يا مغيرة إن زيادا قد أقام بفارس يكش لنا كشيش الأفاعي وهو رجل ثاقب الرأي ماضي العزيمة جوال الفكر مصيب إذا رمى وقد خفت منه الآن ما كنت آمنه إذ كان صاحبه حيا وأخشى ممالأته حسنا فكيف السبيل إليه وما الحيلة في إصلاح رأيه قال المغيرة أنا له إن لم أمت إن زيادا رجل يحب الشرف والذكر وصعود المنابر فلو لاطفته المسألة وألنت له الكتاب لكان لك أميل وبك أوثق فاكتب إليه وأنا الرسول فكتب معاوية إليه من أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن أبي سفيان أما بعد فإن المرء ربما طرحه الهوى في مطارح العطب وإنك للمرء المضروب به المثل قاطع الرحم وواصل العدو وحملك سوء ظنك بي وبغضك لي على أن عققت قرابتي وقطعت رحمي وبتت نسبي وحرمتي حتى كأنك لست أخي وليس صخر بن حرب أباك وأبي وشتان ما بيني وبينك أطلب بدم ابن أبي العاص وأنت تقاتلني ولكن أدركك عرق الرخاوة من قبل النساء فكنت