شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب الشيعة ورجالهم

صفحة 216 - الجزء 16

  قال أبو بكر وحدثني محمد بن زكريا قال حدثني ابن عائشة قال حدثني أبي عن عمه قال لما كلمت فاطمة أبا بكر بكى ثم قال يا ابنة رسول الله والله ما ورث أبوك دينارا ولا درهما وإنه قال إن الأنبياء لا يورثون فقالت إن فدك وهبها لي رسول الله ÷ قال فمن يشهد بذلك فجاء علي بن أبي طالب # فشهد وجاءت أم أيمن فشهدت أيضا فجاء عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف فشهد أن رسول الله ÷ كان يقسمها قال أبو بكر صدقت يا ابنة رسول الله ÷ وصدق علي وصدقت أم أيمن وصدق عمر وصدق عبد الرحمن بن عوف وذلك أن مالك لأبيك كان رسول الله ÷ يأخذ من فدك قوتكم ويقسم الباقي ويحمل منه في سبيل الله فما تصنعين بها قالت أصنع بها كما يصنع بها أبي قال فلك على الله أن أصنع فيها كما يصنع فيها أبوك قالت الله لتفعلن قال الله لأفعلن قالت اللهم اشهد وكان أبو بكر يأخذ غلتها فيدفع إليهم منها ما يكفيهم ويقسم الباقي وكان عمر كذلك ثم كان عثمان كذلك ثم كان علي كذلك فلما ولي الأمر معاوية بن أبي سفيان أقطع مروان بن الحكم ثلثها وأقطع عمرو بن عثمان بن عفان ثلثها وأقطع يزيد بن معاوية ثلثها وذلك بعد موت الحسن بن علي # فلم يزالوا يتداولونها حتى خلصت كلها لمروان بن الحكم أيام خلافته فوهبها لعبد العزيز ابنه فوهبها عبد العزيز لابنه عمر بن عبد العزيز فلما ولي عمر بن العزيز الخلافة كانت أول ظلامة ردها دعا حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب # وقيل بل دعا علي بن الحسين # فردها عليه وكانت بيد أولاد فاطمة # مدة ولاية عمر بن عبد العزيز فلما ولي يزيد بن عاتكة قبضها منهم فصارت في أيدي بني مروان كما كانت يتداولونها حتى انتقلت الخلافة عنهم فلما ولي أبو العباس السفاح ردها على عبد الله