شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب الشيعة ورجالهم

صفحة 220 - الجزء 16

  رحيما وكان يكره أن يغير شيئا فعله رسول الله ÷ فأتته فاطمة فقالت إن رسول الله ÷ أعطاني فدك فقال لها هل لك على هذا بينة فجاءت بعلي # فشهد لها ثم جاءت أم أيمن فقالت ألستما تشهدان أني من أهل الجنة قالا بلى قال أبو زيد يعني أنها قالت لأبي بكر وعمر قالت فأنا أشهد أن رسول الله ÷ أعطاها فدك فقال أبو بكر فرجل آخر أو امرأة أخرى لتستحقي بها القضية ثم قال أبو زيد وايم الله لو رجع الأمر إلي لقضيت فيها بقضاء أبي بكر

  قال أبو بكر وأخبرنا أبو زيد قال حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا يحيى بن المتوكل أبو عقيل عن كثير النوال قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي # جعلني الله فداك أرأيت أبا بكر وعمر هل ظلماكم من حقكم شيئا أو قال ذهبا من حقكم بشيء فقال لا والذي أنزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا ما ظلمنا من حقنا مثقال حبة من خردل قلت جعلت فداك أفأتولاهما قال نعم ويحك تولهما في الدنيا والآخرة وما أصابك ففي عنقي ثم قال فعل الله بالمغيرة وبنان فإنهما كذبا علينا أهل البيت

  قال أبو بكر وأخبرنا أبو زيد قال حدثنا عبد الله بن نافع والقعنبي عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أزواج النبي ÷ أردن لما توفي أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن أو قال ثمنهن قالت فقلت لهن أليس قد قال النبي ÷ لا نورث ما تركنا صدقة

  قال أبو بكر وأخبرنا أبو زيد قال حدثنا عبد الله بن نافع والقعنبي وبشر بن عمر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي ÷ قال لا يقسم ورثتي دينارا ولا درهما ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عيالي فهو صدقة