شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب الشيعة ورجالهم

صفحة 221 - الجزء 16

  قلت هذا حديث غريب لأن المشهور أنه لم يرو حديث انتفاء الإرث إلا أبو بكر وحده.

  وقال أبو بكر وحدثنا أبو زيد عن الحزامي عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله ÷ يقول والذي نفسي بيده لا يقسم ورثتي شيئا ما تركت صدقة قال وكانت هذه الصدقة بيد علي # غلب عليها العباس وكانت فيها خصومتهما فأبى عمر أن يقسمها بينهما حتى أعرض عنها العباس وغلب عليها # ثم كانت بيد حسن وحسين ابني علي # ثم كانت بيد علي بن الحسين # والحسن بن الحسن كلاهما يتداولانها ثم بيد زيد بن علي # قال أبو بكر وأخبرنا أبو زيد قال حدثنا عثمان بن عمر بن فارس قال حدثنا يونس عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان أن عمر بن الخطاب دعاه يوما بعد ما ارتفع النهار قال فدخلت عليه وهو جالس على سرير رمال ليس بينه وبين الرمال فراش على وسادة أدم فقال يا مالك إنه قد قدم من قومك أهل أبيات حضروا المدينة وقد أمرت لهم برضخ فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين مر بذلك غيري قال اقسم أيها المرء قال فبينا نحن على ذلك إذ دخل يرفأ فقال هل لك في عثمان وسعد وعبد الرحمن والزبير يستأذنون عليك قال نعم فأذن لهم قال ثم لبث قليلا ثم جاء فقال هل لك في علي والعباس يستأذنان عليك قال ائذن لهما فلما دخلا قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا يعني عليا وهما يختصمان في الصوافي التي أفاء الله على رسوله