الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب الشيعة ورجالهم
  أدفعها إليكما قلت أدفعها على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل رسول الله ÷ وأبو بكر وبما عملت به فيها وإلا فلا تكلماني فقلتما ادفعها إلينا بذلك فدفعتها إليكما بذلك أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك والله الذي تقوم بإذنه السماوات والأرض لا أقضي بينكما بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فأنا أكفيكماها.
  قال أبو بكر وحدثنا أبو زيد قال حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال حدثني يونس عن الزهري قال حدثني مالك بن أوس بن الحدثان بنحوه قال فذكرت ذلك لعروة فقال صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة تقول أرسل أزواج النبي ÷ عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسأل لهن ميراثهن من رسول الله ÷ مما أفاء الله عليه حتى كنت أردهن عن ذلك فقلت ألا تتقين الله ألم تعلمن أن رسول الله ÷ كان يقول لا نورث ما تركناه صدقة يريد بذلك نفسه إنما يأكل آل محمد من هذا المال فانتهى أزواج النبي ÷ إلى ما أمرتهن به قلت هذا مشكل لأن الحديث الأول يتضمن أن عمر أقسم على جماعة فيهم عثمان فقال نشدتكم الله ألستم تعلمون أن رسول الله ÷ قال لا نورث ما تركناه صدقة يعني نفسه فقالوا نعم ومن جملتهم عثمان فكيف يعلم بذلك فيكون مترسلا لأزواج النبي ÷ يسأله أن يعطيهن الميراث اللهم إلا أن يكون عثمان وسعد وعبد الرحمن والزبير صدقوا عمر على سبيل التقليد لأبي بكر فيما رواه وحسن الظن وسموا ذلك علما لأنه قد يطلق على الظن اسم العلم.