47 - ومن وصية له # للحسن والحسين # لما ضربه ابن ملجم لعنه الله
  قوله صلاح ذات البين أخذه هذه اللفظة عبد الملك بن مروان فقال لبنيه وقد جمعوا عنده يوم موته:
  انفوا الضغائن بينكم وعليكم ... عند المغيب وفي حضور المشهد
  بصلاح ذات البين طول حياتكم ... إن مد في عمري وإن لم يمدد
  إن القداح إذا اجتمعن فرامها ... بالكسر ذو بطش شديد أيد
  عزت فلم تكسر وإن هي بددت ... فالوهن والتكسير للمتبدد
  وذات هاهنا زائدة مقحمة.
  قوله فلا تغبوا أفواههم أي لا تجيعوهم بأن تطمعوهم غبا ومن روى فلا تغيروا أفواههم فذاك لأن الجائع يتغير فمه
  قال # لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
  قال ولا يضيعوا بحضرتكم أي لا تضيعوهم فالنهي في الظاهر للأيتام وفي المعنى للأوصياء والأولياء والظاهر أنه لا يعني الأيتام الذين لهم مال تحت أيدي أوصيائهم لأن أولئك الأوصياء محرم عليهم أن يصيبوا من أموال اليتامى إلا القدر النزر جدا عند الضرورة ثم يقضونه مع التمكن ومن هذه حاله لا يحسن أن يقال له لا تغيروا أفواه أيتامكم وإنما الأظهر أنه يعني الذين مات آباؤهم وهم فقراء يتعين مواساتهم ويقبح القعود عنهم كما قال تعالى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨}[الإنسان: ٨] واليتم في الناس من قبل الأب وفي البهائم من قبل الأم لأن الآباء من البهائم لا عناية لهم بالأولاد بل العناية للأم لأنها المرضعة المشفقة وأما الناس فإن الأب هو الكافل القيم بنفقة الولد فإذا مات وصل الضرر إليه لفقد كافله والأم بمعزل عن ذلك وجمع يتيم على أيتام كما قالوا شريف وأشراف وحكى أبو علي في التكملة كميء وأكماء ولا يسمى الصبي يتيما إلا إذا