شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر ما نصحت به الأوائل الوزراء

صفحة 87 - الجزء 17

  البلد خاصة فإن حق البعيد عن ذلك البلد فيها كمثل حق المقيم في ذلك البلد.

  والتافه الحقير وأشخصت زيدا من موضع كذا أخرجته عنه وفلان يصعر خده للناس أي يتكبر عليهم.

  وتقتحمه العيون تزدريه وتحتقره والإعذار إلى الله الاجتهاد والمبالغة في تأدية حقه والقيام بفرائضه.

  كان بعض الأكاسرة يجلس للمظالم بنفسه ولا يثق إلى غيره ويقعد بحيث يسمع الصوت فإذا سمعه أدخل المتظلم فأصيب بصمم في سمعه فنادى مناديه أن الملك يقول أيها الرعية إني إن أصبت بصمم في سمعي فلم أصب في بصري كل ذي ظلامة فليلبس ثوبا أحمر ثم جلس لهم في مستشرف له.

  وكان لأمير المؤمنين # بيت سماه بيت القصص يلقي الناس فيه رقاعهم وكذلك كان فعل المهدي محمد بن هارون الواثق من خلفاء بني العباس: وَاِجْعَلْ لِذَوِي اَلْحَاجَاتِ مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيهِ شَخْصَكَ وَتَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً فَتَتَوَاضَعُ فِيهِ لِلَّهِ اَلَّذِي خَلَقَكَ وَتُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَكَ وَأَعْوَانَكَ مِنْ أَحْرَاسِكَ وَشُرَطِكَ حَتَّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ ÷ يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ لَنْ تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لاَ يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّهُ مِنَ اَلْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ