شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن الأول

صفحة 159 - الجزء 17

  أما بعد أيها الناس فإني وليتكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني لأن الصدق أمانة والكذب خيانة الضعيف منكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله وأما الخطبة الثانية فهي أيها الناس إنما أنا مثلكم وإني لا أدري لعلكم ستكلفونني ما كان رسول الله ÷ يطيقه إن الله اصطفى محمدا ÷ على العالمين وعصمه من الآفات وإنما أنا متبع ولست بمتبوع فإن استقمت فاتبعوني وإن زغت فقوموني وإن رسول الله ÷ قبض وليس أحد من هذه الأمة يطلبه بمظلمة ضربة سوط فما دونها ألا وإن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ألا وإنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فإن استطعتم ألا يمضي هذا الأجل إلا وأنتم في عمل صالح فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله فسابقوا في مهل آجالكم من قبل أن تسلمكم آجالكم إلى انقطاع الأعمال فإن قوما نسوا آجالهم وجعلوا أعمالهم لغيرهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم الجد الجد الوحا الوحا فإن وراءكم طالبا حثيثا أجل مره سريع احذروا الموت واعتبروا بالآباء والأبناء والإخوان ولا تغبطوا الأحياء إلا بما يغبط به الأموات.

  إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما يراد به وجهه فأريدوا وجه الله بأعمالكم واعلموا