شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن الثامن

صفحة 217 - الجزء 17

  هل كانت على ملك رسول الله ÷ إلى أن توفي أم ملكها نساؤه والذي تنطق به التواريخ أنه لما خرج من قباء ودخل المدينة وسكن منزل أبي أيوب اختط المسجد واختط حجر نسائه وبناته وهذا يدل على أنه كان المالك للمواضع وأما خروجها عن ملكه إلى الأزواج والبنات فمما لم أقف عليه ويجوز أن تكون الصحابة قد فهمت من قرائن الأحوال ومما شاهدوه منه # أنه قد أقر كل بيت منها في يد زوجة من الزوجات على سبيل الهبة والعطية وإن لم ينقل عنه في ذلك صيغة لفظ معين والقول في بيت فاطمة # كذلك لأن فاطمة # لم تكن تملك مالا وعلي # بعلها كان فقيرا في حياة رسول الله ÷ حتى أنه كان يستقي الماء ليهود بيده يسقي بساتينهم لقوت يدفعونه إليه فمن أين كان له ما يبتاع به حجرة يسكن فيها هو وزوجته والقول في كثير من الزوجات كذلك أنهن كن فقيرات مدقعات نحو صفية بنت حيي بن أخطب وجويرية بنت الحارث وميمونة وغيرهن فلا وجه يمكن أن يتملك منه هؤلاء النسوة والبنت الحجر إلا أن يكون رسول الله ÷ وهبها لهن هذا إن ثبت أنها خرجت عن ملكيته # وإلا فهي باقية على ملكيته باستصحاب الحال والقول في حجرة زينب بنت رسول الله ÷ كذلك لأنه أقدمها من مكة مفارقة لبعلها أبي العاص بن الربيع فأسكنها بالمدينة في حجرة منفردة خالية عن بعل فلا بد أن تكون تلك الحجرة بمقتضى ما يتغلب على الظن ملكا له # فيستدام الحكم بملكه لها إلى أن نجد دليلا ينقلنا عن ذلك وأما رقية وأم كلثوم زوجتا عثمان فإن كان مثريا ذا مال فيجوز أن يكون ابتاع حجرة سكنت فيها الأولى منهما ثم الثانية بعدها.