شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار الوليد بن عقبة

صفحة 238 - الجزء 17

  وهي طويلة يصف فيها الأسد قال أبو الفرج وحدثنا أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر عن رجاله عن الوليد قال لما فتح رسول الله ÷ مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيدعو لهم بالبركة ويمسح يده على رءوسهم فجيء بي إليه وأنا مخلق فلم يمسني وما منعه إلا أن أمي خلقتني بخلوق فلم يمسني من أجل الخلوق.

  قال أبو الفرج وحدثني إسحاق بن بنان الأنماطي عن حنيش بن ميسر عن عبد الله بن موسى عن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب # أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملأ للكتيبة فقال علي # اسكت يا فاسق فنزل القرآن فيهما {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨}⁣[السجدة: ١٨].

  قال أبو الفرج وحدثني أحمد بن عبد العزيز عن عمر بن شبة عن محمد بن حاتم عن يونس بن عمر عن شيبان عن يونس عن قتادة في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}⁣[الحجرات: ٦] قال هو الوليد بن عقبة بعثه النبي ÷ مصدقا إلى بني المصطلق فلما رأوه أقبلوا نحوه فهابهم فرجع إلى النبي ÷ فقال له إنهم ارتدوا عن الإسلام فبعث النبي ÷ خالد بن الوليد فعلم عملهم وأمره أن يتثبت وقال له انطلق ولا تعجل فانطلق حتى أتاهم ليلا وأنفذ عيونه نحوهم فلما جاءوه أخبروه أنهم متمسكون بالإسلام وسمع أذانهم وصلاتهم فلما أصبح أتاهم فرأى ما يعجبه فرجع إلى الرسول ÷ فأخبره فنزلت هذه الآية.